بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate
مقالات مشابهة
بوابة التربية- د. ندى قدّاح:
منذ القدم، ظلّت العلاقة بين الرجل والمرأة محورًا لأسئلة لا تنتهي: لماذا يختلف كل منهما عن الآخر في التفكير، في التعبير، وفي طرق الحب والغضب؟
هل هذه الفروق مجرد صراع أزلي، أم أنها فرصة لبناء علاقة أكثر عمقًا وتوازنًا؟
اليوم تكشف الأبحاث العلمية الحديثة، إلى جانب خبرات علماء النفس والاجتماع، عن أسرار مذهلة في الاختلافات بين الجنسين، ليس بهدف المقارنة أو المفاضلة، بل لفهم الذات والشريك، وتحويل هذه الفروق من منابع خلاف إلى جسور تواصل ونمو.
الدماغ وطريقة التفكير
👩 المرأة: تفكير متعدد المهام، تربط المشاعر بالمنطق، حساسة للتفاصيل الدقيقة.
👨 الرجل: يركّز على الحلول والنتائج العملية، ويميل لتجاهل التفاصيل العاطفية.
💡 تطبيق عملي: عند النقاش مع الرجل، استخدمي نقاطًا واضحة ومباشرة، وهو بالمقابل بحاجة إلى التدرّب على الإصغاء للجانب العاطفي والاكتراث لمعاناة واحتياجات الشريك.
التواصل وفن الاستماع
👩 المرأة: تعبر بالكلام ولغة الجسد، تبحث عن التفاصيل والروابط العاطفية.
👨 الرجل: يوظّف الكلام غالبًا لحل المشكلات أو الوصول إلى نتيجة ويهرب منه في أحيان كثيرة.
💡 تطبيق عملي:
المرأة ترى في الإفصاح شفاءً، والرجل يجد في الصمت وقاية، غير أن التعبير الواعي بين الشريكين يمكن أن يكون الجسر الذي يصل بينهما لا الجدار الذي يفرّق.
العاطفة والتعبير عن المشاعر
👩 المرأة: انفعالية، مشاعرها قوية وسريعة، تعبّر عنها مباشرة.
👨 الرجل: يكبت أحيانًا مشاعره أو يفرغها عبر نشاط بدني (رياضة، عمل).
💡 تطبيق عملي: لا تفسّري صمته كتجاهل، بل كآلية مختلفة وأحيانا ً غير ناضجة للتعامل مع الضغط.
↔ في المقابل، على الرجل أن يفهم أن الإفصاح عند المرأة هو إصلاح، فهي لا تواجهه لتجادله، بل لتغلق جرحًا مفتوحًا. الكبت عند الطرفين يراكم المشاعر السلبية ويضعف الرابطة الزوجية.
الذاكرة والتفاصيل اليومية
👩 المرأة: تحتفظ بالتفاصيل الصغيرة ( أحداث، تعبيرات وجه، مواقف).
👨 الرجل: يركّز على الأحداث الكبرى والنتائج.
💡 تطبيق عملي: ركّزي على الجوهر بدل التفاصيل الدقيقة لتجنب سوء الفهم وتضييع الموضوع الاساسي ولتحقيق نتائج من الحوار.
كما على الرجل الاكتراث بأهمية الحوار الغير مريح للوصول الى ارضية مشتركة وراحة على المدى البعيد.
لذا تعلم آليات التعبير الصحي بين الزوجين يمنع تراكم المشاعر المكبوتة التي تتحول مع الوقت إلى اضطرابات نفسية وجسدية تهدد العلاقة.
التحفيز والمكافأة
👩 المرأة: تتحفّز بالاهتمام، الكلمات المشجعة، الحضور والتواجد.
👨 الرجل: يستجيب أكثر للإنجاز، النتائج، والمكافآت العملية.
💡 تطبيق عملي: شجّع المرأة بالكلمة الطيبة،الاحتواء والاعتناء بالتفاصيل وحفّزي الرجل باحترامه، دعمه، والاعتراف بإنجازاته.
التربية وفهم الأجيال القادمة
فهم هذه الاختلافات ينعكس مباشرة على تربية الأبناء. فالأطفال لا يتعلمون من الكلام بقدر ما يتعلمون من القدوة والسلوك اليومي.
الخلاصة:
الفروق بين الرجل والمرأة ليست حربًا ولا منافسة… بل تناغم تكاملي إذا أحسنّا فهمه.
هذه المعرفة تمنحك:
– تحسين التواصل والتفاهم داخل الأسرة.
– تعزيز الثقة والاستقرار في الحياة الزوجية.
– تربية أطفال أكثر وعيًا وذكاءً عاطفيًا.
وباختصار، حين نفهم الفروق ونتعامل معها بوعي، تتحوّل التحديات اليومية إلى فرص للتفاهم والنمو والنجاح الأسري والعاطفي.
شريكك ليس نسخة منك… بل عالَم مختلف له لغته الخاصة في التفكير والحب والتعبير.
سر النجاح أن ترى في الاختلاف قيمة، وفي الفروق جمالًا، وفي التباين تكاملًا.
حينها تتحوّل العلاقة من ساحة خلاف إلى مساحة أمان، ومن صراع يومي إلى رحلة نمو مشترك.
* كلمة أخيرة
قد يساعدك هذا الوعي كثيرًا، لكن أحيانًا يكون الألم أعمق، والدوامة أصعب من أن تحلها بنفسك.
هنا تأتي أهمية الاستشارة المتخصصة: خطوة صغيرة قد توفّر عليك سنوات من التعب ، الإرهاق، المشاكل، وتفتح أمامك طريقًا جديدًا نحو التفاهم،الرضا والطمأنينة.
*خبيرة اجتماعية تربوية ومدربة علاقات وتطوير ذات.
+96181809291
