أخبار عاجلة

صبحية استاذ متعاقد في اللبنانية مع ضميره

بوابة التربية- كتبت د. ليليان ريشا:

الضمير: صباح الخير، أين فنجان القهوة ؟ لماذا لا يصدح صوت فيروز في الأجواء؟

الاستاذ المتعاقد في صمت المفكّر لا يجيب. فلا قهوة في مطبخه ولا غاز. وصوت فيروز بات يشعره بالألم إلى حدّ الأنين شوقاً لضجيج الصفوف واسئلة الطلاب ولرائحة الكتب ومراجع الأبحاث.

الضمير: ما زلت مصرّاً على الاضراب؟

تنهّد الأستاذ وحادث نفسه: الإضراب! آه ثم آه ! أنا لم أجد بديلاً عن الإضراب لإسماع صوت الحقّ لمن حجب عني حقي بالتفرّغ. وها هو ضميري يحاسبني، يسائلني، يعذبني كأن لي ذنب في الظلم الذي لحق بي! كأني أنا من أخلّ بأحكام القانون! كأني أنا وحدي المسؤول عن التقصير الحاصل بحقّي! كأن من واجبي أن أحمل لوحدي أعباء عدم انتظام منظومة الحقوق والواجبات في كليات جامعة الوطن بحكم عجز الادارات المتعاقبة عن تسيير ملفات الجامعة الأكاديمية والمالية وفق ما تقتضيه القوانين والأنظمة المرعية.

الضمير: ما بالك تحادث نفسك؟ أنا ضميرك! ألا تفكّر في حق كليتك عليك بعد أن أكرمتك بمساعدة تعينك على الصمود؟ ألا تعي أنك تخلّ بواجباتك المهنيّة؟ ألا تدرك أنك تهدر وقت طلابك وتحرمهم حقهم بالتعلّم؟ أجبني، لم الصمت؟ لا تجد مبرراً يقنعني لإضرابك المتمادي؟ أنا ضميرك ألا تهابني؟

همس الاستاذ المتعاقد خجلاً: أنت محقٌّ، انا لا أقوم بواجباتي تجاه مهنتي وأوافق معك أني لم أضع مصلحة طلابي فوق مصلحتي الخاصّة. أنت الضمير الذي استلهمه قراراتي وخطواتي. يا لأنانيتي! سأجهز نفسي وأعود إلى التدريس. ولكن، مهلاً! مهلاً! كيف أعود؟ ولماذا أخضع لترهيبك ؟ أنت ضميري وأنا أحتكم لك وأشاورك ولكن هل نسيت أني إنسان وأن قيمتي لا تقتصر عليك وحدك ؟

هل تريدني أن أعود الى حيث انتهكت كرامتي بفعل عقد مهين حولني إلى شبح؟ حيث صرت استجدي أجراً لم يعد يفي بمطلبات العيش الكريم لأكثر من أيام معدودة؟

هل تطلب مني أن أطيعك ببساطة فتسلب حريّة قراري بتحميلي ذنوب لم اقترفها، وترغيبي بفتاتٍ يلهيني؟

هل تستخفّ بعقلي وتحاول إقناعي بلا منطق، الحال الذي وصلت إليه الجامعة وبالحلول الملتوية التي تعالج النتيجة ولا تبحث عن السبب؟

هل تعتقد أنك ستشارك في الظلم اللاحق بي وتشركني معك فأصبح الجلاد والضحية في آن، فتنسيني أن حقي مقدّس والمطالبة به واجب؟

مهلاً مهلاً أيها المتواطىء! لن أسمح لك أن تكون الحكم على حساب قيمتي الانسانيّة التي لا تقتصر عليك ايها الضمير والتي لا تكتمل إلا باجتماع كامل العناصر: انت، ضميري ومعك كرامتي وحريتي وعقلي وحقي.

لن أتخلى عن حقيقة كوني إنسان، وأن قضية تفرّغي صارت قضيّة إنسانيّة.

لا، لن أستسلم ولن أهادن. معركتي معركة حق وكلّ الوسائل مشروعة في سبيل إحقاق الحق.

معركتي مستمرة  وإضرابي مفتوح حتى التفرّغ.

*استاذة متعاقدة في الجامعة اللبنانية

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

الحلبي ممثلا بري وميقاتي اطلق اسم جان عبيد على متوسطة النهضة الرسمية في الميناء

بوابة التربية: رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي ممثلا رئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *